4- تجارب من خلال كاريتاس لبنان Caritas Liban

Experiences of: Sister Aida yazbek,Sister Aline Afif,Mrs Blanche Massaad, Mrs Madonna Adass ,Mrs Jeanne Ghostine

Last update: 27 August 2025

Share

Reference of Social Work In The Face of Crises and Disasters Booklets – Part Two

Researcher – Hiam Samaha Kahi
Research Assistant – Aimee Ghanem

كان لكاريتاس لبنان، الذي تأسس أول فرع له في الجنوب عام ۱۹۷٤، دور بارز في أعمال الإغاثة في مجمل المناطق اللبنانية. وكان للعدد الكبير من العمّال/العاملات الإجتماعيين/ات” الذين عملوا في كاريتاس، بالتعاون مع المتطوّعين وبقية العاملين، الدور الأساسي في إطلاق مشاريع متعدّدة ومتنوعة، وذلك من خلال “أقاليم” كانت تعمل كخلية نحل منذ المراحل الأولى للتهجير كما وفي المراحل التي تلت، من أعمال إغاثة ومساعدات مادية ومدرسية وطبية وإستشفائية، وعيادات نقّالة، وتنمية إاقتصادية وإجتماعية.

سوف نتوقف فيما يلي عند البعض من هذه المبادرات:

  • شكلّت محنة الجنوب نقطة إنطلاق كاريتاس لبنان، فشرارة الحرب اللبنانية بدأت في صيدا عام ۱۹۷۵، وعرف أهلها منذ هذا التاريخ جولات متتالية من العنف والتهجير. ومن اللواتي كانت لهنّ أدواراً بارزة وجريئة خلال سنوات الحرب، المسؤولة عن كاريتاس لبنان الجنوبي حينها الأخت عايده يزبك، حيث كان التحدّي الأكبر يكمن في مساندة مَن تبقّى من العائلات في مناطق سكنهم، على الصمود رغم جولات العنف المتكررة بين العام ۱۹۸۳ والعام ۱۹۹۰(أحداث الشحّار والشوف، ومن ثم أقليم الخروب والجبل، ومن بعدها شرقي صيدا ومغدوشة، إلى جانب الإجتياحات الإسرائيلية المتكررّة)، وما تركته من مآسي ودمار وموت. كما ساهمت في إيواء الكثير من العائلات التي نزحت من بيروت باتجاه الجنوب خلال حرب الإلغاء عام ۱۹۸۹ – ۱۹۹۰.
  • تعاونت الأخت عايدة يزبك مع فريق عمل كبير ومتنوّع، كما ومع مختلف المؤسّسات والمنظمات الحكومية والأهلية والدينية من جميع الطوائف والإنتماءات، وعملت بحكمة وشجاعة وروية، في ظلّ واقع سياسي حسّاس وأوضاع مأساوية وظروف أمنية صعبة وخطيرة. كما ساهمت في إطلاق برنامج “المتطوعين الشباب، والتي شكّلت مساهمتهم عنصراً فاعلاً في أعمال الإغاثة. وتبنّت كاريتاس هذا النمط من العمل، فدخل في صلب العمل الاجتماعي لاحقاً.
  • تجربة أخرى خلال الحرب ساهمت فيها الأخت ألين عفيف، حيث أطلقت أول “نادي لكبار السنّ” في فرن الشبّاك، وكان يتضمّن، إلى جانب المطعم اليومي، معاينات طبية وتوزيع أدوية وخدمات صحية ومهام إنسانية تلاءمت مع الحاجات آنذاك وإن كانت بسيطة كقصّ الشعر وتقليم الأظافر وإجراء حمام اسبوعي…، إلى جانب النشاطات الترفيهية التي كانت أساسية لكبار السنّ الذين تهجّروا من قراهم. وتميّز هذا المشروع بمساهمة فاعلة لجميع فعاليات المنطقة بما فيها البلدية والجمعيات المدنية والأهلية ومتطوّعين من المجتمع المحلي. وكلّنا يعلم مدى تأثير التهجير على كبار السنّ، في هذه المرحلة، إذ كان شعورهم خسارة ماضٍ لن يعود.

     ومما قالته الأخت ألين عفيف: “إن عمل الإغاثة كان لا بدّ منه في وقت من الأوقات ولو لم يوجد لَكانت الناس ماتت من الجوع. ولكنّه لايمكن أن يكون قاعدة للعمل الإجتماعي… إذ أن عمل الإغاثة يعلّم الناس على الإتكالية...”.

     وتناولت مبادرة أخرى لها، موضوع المهمّشين من مستخدمي المخدّرات والمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية والمساجين، وساهمت في إطلاق الكثير من البرامج، بالتعاون مع مؤسّسات متعدّدة كـ “تجمّع أم النور” “ومركز سان شارل للإدمان” و “مرشديّة السجون” وغيرها، وعملت على التشبيك فيما بينها. 

ومن أقوالها: “على المستفيد من الخدمة أن يصبح متطوعاً فيها …” وأضافت “الوضوح في الرؤيا وتحديد الأولويات وتغيير الوسائل تبعاً للأهداف والإندفاع والحكمة عناصر أساسية في العمل الإجتماعي” وأكملتلم يكن الطابع الديني يشكّل حاجزاً في عملنا في أي وقت من الأوقات…”. 

  • ولا نستطيع إلاّ أن نتوّقف عند تجربة أمضت فيها الآنسة بلانش مسعد أربعين سنة في كاريتاس وما زالت تعمل بنفس الحماس والعزيمة، وكان لها دور بارز في الكثير من المشاريع والبرامج الرائدة رغم الصعوبات والمعوّقات، وكما قالت: “كنت أعمل ليلاً نهاراً في بعض الأحيان… تحمّلت لأنني أحبّ عملي … وتطلّب مني ذلك الكثير من الثبات والعزم والإصرار كما والتعاون والتشبيك مع مؤسّسات متعدّدة. كل ذلك في ظلّ ظروف الحرب الصعبة ومخاطر التنقلات بين المناطق“. وتابعت: “حاولنا أن تكون أعمال الإغاثة مبنية على إحترام كرامة الإنسان إنطلاقاً من فكرة تخفيف العبء عنه وتطوير مصادر القوّة الذاتية لديه وفي محيطه المباشر“.
  • وتجربة أخرى للسيّدة مادونا عدس التي أمضت كامل حياتها المهنية في كاريتاس قسم البقاع وراشيا، وكانت لها نشاطات متعدّدة ومتنوّعة لمساعدة العائلات في مواجهة المآسي التي نتجت عن الحرب، ودعم المزارعين وأصحاب المواشي المتواجدين في هذه المناطق على إنتاج الأجبان والألبان وتوزيعها على المحال التجارية القريبة في ظلّ إنقطاع المناطق عن بعضها. كما كان لها مبادرات لإنشاء التعاونيات الزراعية المحلية ومحاولة رائدة لدعم وإنتاج النباتات العطرية في محاولة لمساعدة الناس على الصمود، لكنها مع الأسف لم تلق هذه المبادرات الدعم الكافي لتطويرها.
  • ولا بدّ لنا من التوقف عند المهمة التي لبّتها الآنسة جان غسطين، حيث أمضت ثمانية أشهر في قبرص عام ۱۹۷٦، على طلب من المسؤولين عن كاريتاس، وذلك لمتابعة أوضاع العائلات التي كانت قد هربت في بدايات الحرب إلى قبرص عن طريق البحر نتيجة أعمال العنف والقصف، وكانت تعيش أوضاعاً صعبة في بلد لا تعرفه.

لم تكن مهمة هذه العاملة الإجتماعية سهلة لكنها لبّت النداء وتركت أهلها وعائلتها في ظروف صعبة ولحقت بالعائلات النازحة تجاوباً مع واجبها المهني وإلتزاماً بمبادئها.

كان لكاريتاس لبنان، الذي تأسس أول فرع له في الجنوب عام ۱۹۷٤، دور بارز في أعمال الإغاثة في مجمل المناطق اللبنانية. وكان للعدد الكبير من العمّال/العاملات الإجتماعيين/ات” الذين عملوا في كاريتاس، بالتعاون مع المتطوّعين وبقية العاملين، الدور الأساسي في إطلاق مشاريع متعدّدة ومتنوعة، وذلك من خلال “أقاليم” كانت تعمل كخلية نحل منذ المراحل الأولى للتهجير كما وفي المراحل التي تلت، من أعمال إغاثة ومساعدات مادية ومدرسية وطبية وإستشفائية، وعيادات نقّالة، وتنمية إاقتصادية وإجتماعية

:سوف نتوقف فيما يلي عند البعض من هذه المبادرات

  • شكلّت محنة الجنوب نقطة إنطلاق كاريتاس لبنان، فشرارة الحرب اللبنانية بدأت في صيدا عام ۱۹۷۵، وعرف أهلها منذ هذا التاريخ جولات متتالية من العنف والتهجير. ومن اللواتي كانت لهنّ أدواراً بارزة وجريئة خلال سنوات الحرب، المسؤولة عن كاريتاس لبنان الجنوبي حينها الأخت عايده يزبك، حيث كان التحدّي الأكبر يكمن في مساندة مَن تبقّى من العائلات في مناطق سكنهم، على الصمود رغم جولات العنف المتكررة بين العام ۱۹۸۳ والعام ۱۹۹۰(أحداث الشحّار والشوف، ومن ثم أقليم الخروب والجبل، ومن بعدها شرقي صيدا ومغدوشة، إلى جانب الإجتياحات الإسرائيلية المتكررّة)، وما تركته من مآسي ودمار وموت. كما ساهمت في إيواء الكثير من العائلات التي نزحت من بيروت باتجاه الجنوب خلال حرب الإلغاء عام ۱۹۸۹ – ۱۹۹۰.
  • تعاونت الأخت عايدة يزبك مع فريق عمل كبير ومتنوّع، كما ومع مختلف المؤسّسات والمنظمات الحكومية والأهلية والدينية من جميع الطوائف والإنتماءات، وعملت بحكمة وشجاعة وروية، في ظلّ واقع سياسي حسّاس وأوضاع مأساوية وظروف أمنية صعبة وخطيرة. كما ساهمت في إطلاق برنامج “المتطوعين الشباب، والتي شكّلت مساهمتهم عنصراً فاعلاً في أعمال الإغاثة. وتبنّت كاريتاس هذا النمط من العمل، فدخل في صلب العمل الاجتماعي لاحقاً.
  • تجربة أخرى خلال الحرب ساهمت فيها الأخت ألين عفيف، حيث أطلقت أول “نادي لكبار السنّ” في فرن الشبّاك، وكان يتضمّن، إلى جانب المطعم اليومي، معاينات طبية وتوزيع أدوية وخدمات صحية ومهام إنسانية تلاءمت مع الحاجات آنذاك وإن كانت بسيطة كقصّ الشعر وتقليم الأظافر وإجراء حمام اسبوعي…، إلى جانب النشاطات الترفيهية التي كانت أساسية لكبار السنّ الذين تهجّروا من قراهم. وتميّز هذا المشروع بمساهمة فاعلة لجميع فعاليات المنطقة بما فيها البلدية والجمعيات المدنية والأهلية ومتطوّعين من المجتمع المحلي. وكلّنا يعلم مدى تأثير التهجير على كبار السنّ، في هذه المرحلة، إذ كان شعورهم خسارة ماضٍ لن يعود.

     ومما قالته الأخت ألين عفيف: “إن عمل الإغاثة كان لا بدّ منه في وقت من الأوقات ولو لم يوجد لَكانت الناس ماتت من الجوع. ولكنّه لايمكن أن يكون قاعدة للعمل الإجتماعي… إذ أن عمل الإغاثة يعلّم الناس على الإتكالية...”.

     وتناولت مبادرة أخرى لها، موضوع المهمّشين من مستخدمي المخدّرات والمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية والمساجين، وساهمت في إطلاق الكثير من البرامج، بالتعاون مع مؤسّسات متعدّدة كـ “تجمّع أم النور” “ومركز سان شارل للإدمان” و “مرشديّة السجون” وغيرها، وعملت على التشبيك فيما بينها. 

ومن أقوالها: “على المستفيد من الخدمة أن يصبح متطوعاً فيها …” وأضافت “الوضوح في الرؤيا وتحديد الأولويات وتغيير الوسائل تبعاً للأهداف والإندفاع والحكمة عناصر أساسية في العمل الإجتماعي” وأكملتلم يكن الطابع الديني يشكّل حاجزاً في عملنا في أي وقت من الأوقات…”. 

  • ولا نستطيع إلاّ أن نتوّقف عند تجربة أمضت فيها الآنسة بلانش مسعد أربعين سنة في كاريتاس وما زالت تعمل بنفس الحماس والعزيمة، وكان لها دور بارز في الكثير من المشاريع والبرامج الرائدة رغم الصعوبات والمعوّقات، وكما قالت: “كنت أعمل ليلاً نهاراً في بعض الأحيان… تحمّلت لأنني أحبّ عملي … وتطلّب مني ذلك الكثير من الثبات والعزم والإصرار كما والتعاون والتشبيك مع مؤسّسات متعدّدة. كل ذلك في ظلّ ظروف الحرب الصعبة ومخاطر التنقلات بين المناطق“. وتابعت: “حاولنا أن تكون أعمال الإغاثة مبنية على إحترام كرامة الإنسان إنطلاقاً من فكرة تخفيف العبء عنه وتطوير مصادر القوّة الذاتية لديه وفي محيطه المباشر“.
  • وتجربة أخرى للسيّدة مادونا عدس التي أمضت كامل حياتها المهنية في كاريتاس قسم البقاع وراشيا، وكانت لها نشاطات متعدّدة ومتنوّعة لمساعدة العائلات في مواجهة المآسي التي نتجت عن الحرب، ودعم المزارعين وأصحاب المواشي المتواجدين في هذه المناطق على إنتاج الأجبان والألبان وتوزيعها على المحال التجارية القريبة في ظلّ إنقطاع المناطق عن بعضها. كما كان لها مبادرات لإنشاء التعاونيات الزراعية المحلية ومحاولة رائدة لدعم وإنتاج النباتات العطرية في محاولة لمساعدة الناس على الصمود، لكنها مع الأسف لم تلق هذه المبادرات الدعم الكافي لتطويرها.
  • ولا بدّ لنا من التوقف عند المهمة التي لبّتها الآنسة جان غسطين، حيث أمضت ثمانية أشهر في قبرص عام ۱۹۷٦، على طلب من المسؤولين عن كاريتاس، وذلك لمتابعة أوضاع العائلات التي كانت قد هربت في بدايات الحرب إلى قبرص عن طريق البحر نتيجة أعمال العنف والقصف، وكانت تعيش أوضاعاً صعبة في بلد لا تعرفه.

.لم تكن مهمة هذه العاملة الإجتماعية سهلة لكنها لبّت النداء وتركت أهلها وعائلتها في ظروف صعبة ولحقت بالعائلات النازحة تجاوباً مع واجبها المهني وإلتزاماً بمبادئها