14- تجربة من خلال المدرسة اللبنانية للتدريب الاجتماعي- جامعة القديس يوسف  Ecole Libanaise de Formation Sociale – Université Saint-Joseph, USJ–ELFS

Experiences of: Mrs Hyam kahi et l équipe de L ‘ ELFS

Last update: 27 August 2025

Share

Reference of Social Work In The Face of Crises and Disasters Booklets – Part Two

Researcher – Hiam Samaha Kahi
Research Assistant – Aimee Ghanem

تمثّلت بعض فترات حرب ۱۹۷۵ بوسيلة جديدة من وسائل الحرب اللبنانية وهي “السيارات المفخّخة” التي كانت تُفجَّر في الأحياء السكنية والتي كانت، الى جانب القتل بأبشع مظاهره، تشرّد المئات من العائلات وتُخَلّف وراءها الكثير من الدمار والخراب والكثير من الجرحى وتترك مَن سَلِم مع إعاقات دائمة مختلفة. وكانت هذه الوسيلة الجهنمية تخلق لدى الفئات المتضرّرة كما ولدى جميع المواطنين حالات من الرعب والقلق والإحباط يصعب تخطّيها مادياً كما ومعنوياً من دون سند أو مساعدة. وساهمت هذه التجربة في ملء الفراغ حينها ولو مرحلياً.

فانطلقت المدرسة اللبنانية للتدريب الإجتماعي تحت اشرافي شخصيا مع عدد من العمّال الإجتماعيين والمتطوّعين والجمعيات الأهلية، في مشروع أطلقت عليه تسمية “التدخّل الإجتماعي السريع” في المرحلة التي تلي تدخّل فرق إسعاف الّدفاع المدني والصليب الأحمر، لكي تساهم في التخفيف من وقع المأساة وتساعد أهالي الأحياء المتضرّرة في البحث عن قريب أو الإطمئنان على أحد أفراد العائلة أو التفتيش عن مكان للإقامة المؤقتة أو تأمين الحاجات الأساسية التي فُقِدت وغيرها من عمليات الإسعاف الإجتماعي والدعم النفسي. 

كانت هذه الفرق موزّعة جغرافياً حسب مناطق سكن العمّال الإجتماعيين لتمكين هؤلاء من الوصول بسهولة إلى مكان الحادث في حال كانت الطرق مقطوعة.

وكان التعاون وثيقاً في تلك المرحلة مع جمعية الشبّان المسيحية YMCA التي دعمت هذه العمليّة خلال الفترة ما بين العام ۱۹۸٦ والعام ۱۹۸۷ والتي طاولت خلالها ستة أحياء سكنية في مدينة بيروت، طالها إنفجار سيارات مفخّخة.

أثمرت هذه المبادرة عن إدخال معطيات جديدة على مواد التدريب والإعداد خاصة في مجال التدخل الإجتماعي في الحالات الطارئة.

وبين العام ۱۹۷۸ والعام ۱۹۸۱ كما وبين العام ۱۹۸۷ والعام ۱۹۸۹، قامت المدرسة اللبنانية للتدريب الاجتماعي- جامعة القديس يوسف ELFS-USJ” بمساعدة عدد كبير من العائلات بعد نزوحهم من مناطق متعدّدة نتيجة دورات العنف المتكرّرة (صقر،صولانج، وقاعي، هيام، ۱۹۹۹) . وتمّ إستقبالهم في مدارس أو كنائس أو جوامع أو في مبانٍ قيد الإنشاء أو في تجمّعات سكنيّة تمّ تأهيلها لتستطيع إستقبال العائلات بشكل لائق يحترم أبسط وسائل العيش.

كان هناك عمل دائم مع هذه العائلات لمساعدتهم في التأقلم مع واقع إجتماعي وجغرافي جديد ومواكبتهم في تسيير أمورهم الحياتية وتحضيرهم رويداً رويداً إمّا لإعادتهم إلى أماكن سكنهم السابقة، في حال سمحت الأمور الأمنية بذلك، وإما لمساعدتهم على التأقلم في المناطق التي اختاروها لسكنهم، وإما بمواكبتهم بإنتظار ظروف أفضل للعودة، وفقاً لما جاء في برامج العودة لاحقاً. 

كانت تجرِبَة غنيّة جداً ساهم فيها عدد من المسؤولين التربويين والطلّاب في العمل الإجتماعي، ودَعَم هذا العمل عدد من الجمعيات المحلية والأجنبية. وكنت يوما منسقة المشروع.

وبين العام ۱۹۷۷ والعام ۱۹۹۰، نظمّت المدرسة اللبنانية للتدريب الاجتماعي الكثير من الدورات التدريبية لعلّ أبرزها، دورة تدريبية من ۲۰۰ ساعة، حول التدخّل الإجتماعي في حالات الكوارث أحياها موفدون من الصليب الأحمر الفرنسي في العام ۱۹۸۸، جاؤوا خصيّصاَ من فرنسا للمشاركة بخبرتهم. نُظِّمت هذه الدورة في مدرسة الفرنسيسكان في بدارو وهو مكان كان يُسَمّى في هذه المرحلة خطوط التماس، التي كانت تشطر مدينة بيروت إلى منطقتين: المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية. شارك فيها عدد كبير من العمّال الإجتماعيين كانوا يتوافدون من مناطق متعدّدة من مدينة بيروت التي كانت تجزّؤها سواتر ترابية وعمليات قنص. وكان ذلك علامة تحدّي صادقة وجريئة في مواجهة هذه الحواجز من قبل العاملين الإجتماعيين. 

ومن الملاحظ أن مُجمل كليّات ومعاهد الخدمة الإجتماعية تحدّت الواقع الأمني فأعطت، الأولوية للتدريب المكثّف لطلّابها ولم تتوقف غالبية المعاهد عن العمل خلال هذه الفترة. وكان حماس الطلاب كما الأساتذة دافعاً للإستمرارية وأملاً بتحديّ الحرب التي رفضها الكثير من اللبنانيين.

وكان لافتاً أنّه حتى في الأيام التي شحّ فيها البنزين ولم يكن بالإمكان التّنقل إلاّ بصعوبة، أخذت المسؤولة عن المدرسة اللبنانية للتدريب الإجتماعي آنذاك، مهمة تأمين البنزين للاساتذة ليقوموا بالتعليم في منزل قدّمته إحدى العاملات الإجتماعيات لإيواء الطلاّب وتمكينهم من متابعة تعليمهم، وتكرّرت هذه المبادرة أكثر من مرّة. وكان في ذلك مثال واضح عن الرغبة في تحدّي الصعوبات ومواجهة الواقع.

وكان لمعهد الدراسات النسائية التابع لكليّة بيروت الجامعية، خلال فترة الحرب، دور أساسي في تنظيم عدد من الدورات التدريبية المكثّفة حول مواضيع “التربية المختصة” “والعمل مع الجماعات” “ومعالجة النزاعات” “والعمل الإنمائي“، في مناطق متعدّدة في لبنان. ومن المهم العودة لاحقاً لإستذكار تجارب أخرى في هذا المجال من قبل هذا المعهد.

ومن المهم كذلك، العودة إلى تجارب مماثلة قامت بها جامعات ومعاهد أخرى، كالجامعة اللبنانية، وكليّة الصحة العامة، وجامعة هايكازيان وغيرها من الجامعات والمعاهد، خلال سنوات الحرب.

تمثُلت بعض فترات حرب 1975 بوسيلة جديدة من وسائل الحرب اللبنانية وهي “السيارات المفخّخة” التي كانت تُفجَّر في الأحياء السكنية والتي كانت، الى جانب القتل بأبشع مظاهره، تشرّد المئات من العائلات وتخلف وراءها الكثير من الدمار والخراب والكثير من الجرحى وتترك مَن سَلِم مع إعاقات دائمة مختلفة. وكانت هذه الوسيلة الجهنمية تخلق لدى الفئات المتضررة كما ولدى جميع المواطنين حالات من الرعب والقلق والإحباط يصعب تخطّيها مادياَ كما ومعنوياَ من دون سند أو مساعدة. وساهمت هذه التجربة في ملء الفراغ حينها ولو مرحلياَ.