7- تجارب من خلال جمعية خدمة الولد والأم في العائلة Service de l’Enfant au Foyer – SEF

Experiences of: Mrs Therese Tawile,Mrs Zeina Madi ,Mrs Marcelle Daou

Last update: 27 August 2025

Share

Reference of Social Work In The Face of Crises and Disasters Booklets – Part Two

Researcher – Hiam Samaha Kahi
Research Assistant – Aimee Ghanem

ومن أهم البرامج أثناء فترة الحرب، كان برنامج مساعدة الأمهات الأرامل وأولادهن ضمن الأسرة. ففي العام ۱۹۷۷، أرسلت مؤسسة SALVE الفرنسية لرعاية الأيتام مبعوثاً إلى لبنان كي ينظر في كيفية مساعدة الأيتام اللبنانيين وأمهاتهم في ظروف الحرب.

ومن أهم البرامج أثناء فترة الحرب، كان برنامج مساعدة الأمهات الأرامل وأولادهن ضمن الأسرة. ففي العام ۱۹۷۷، أرسلت مؤسسة SALVE الفرنسية لرعاية الأيتام مبعوثاً إلى لبنان كي ينظر في كيفية مساعدة الأيتام اللبنانيين وأمهاتهم في ظروف الحرب.

وفي العام ۱۹۷۸، تم تأسيس مركز جمعية خدمة الولد والأم في العائلة بمساهمة عاملات إجتماعيات واكبن هذا المشروع في مختلف مراحله. وكانت نقطة الإنطلاق من الأبرشية المارونية في إنطلياس مع الآنسة مرسيل ضو والآنسة كلوديت نعمة. وكما قالت السيدة تريز طويلة المسؤولة عن مشروع SALVE (Service d’Aide au Liban pour Veuves et Enfants): “خلفّت الحرب واقعاً مغايراً لم نكن نتوّقعه لكنه خلق لدينا مبادرات جديدة دفعتنا لكي نتكيّف مع الظروف الجديدة.” 

وفي العام ۱۹۸۰، وقّعت SALVE إتفاقاً مع هذه الجمعية كما تمّ في نفس الفترة توقيع إتفاق مع كاريتاس لبنان للقيام بمشروع مماثل استمّر حتى العام ۲۰۰۵ أشرفت عليه السيدة زينا ماضي. وفي العام ۱۹۸۱، تمّ الإتفاق بين SALVE و”مؤسسة الحريري” لإنشاء مركز في صيدا، ومن ثمّ في العام ۱۹۸۵، في الشيّاح مع هيئة الصحة للإنسان، وبعد ذلك، تمّ التواصل بين SALVE والمديرية العامة للشؤون الإجتماعية التي كانت تقتصر مساهمتها في ذلك الوقت على رعاية الأطفال الأيتام في المؤسسات، بهدف بلورة هذا المشروع. وفي إطار التعاون بين المديرية العامة للشؤون الإجتماعية ومنظمة الأمم المتحده للأطفال UNICEF، وبهدف تطوير رعاية الطفولة في لبنان، تمّ التوافق على إعطاء أفضلية لرعاية الطفل في أسرته، عوضاً عن إدخاله الى المؤسّسات الإجتماعية، كما جرت العادة في حالات اليتم والأوضاع الإجتماعية والإقتصادية المتعثّرة. وقامت المديرية العامة للشؤون الإجتماعية وما كان يُعرف بمصلحة الإنعاش الإجتماعي في حينه، بِطلب من المدرسة اللبنانية للتدريب الإجتماعي في جامعة القديس يوسف ELFS – USJ ومن معهد الدراسات النسائية في كلية بيروت الجامعية BUC بهدف تأهيل العناصر البشرية العاملة في هذا المجال، وبصورة خاصة العاملات الإجتماعيات في المديرية العامة للشؤون الإجتماعية وفي مراكز الخدمات الإنمائية كما وفي الهيئات الأهلية المعنيّة، للعمل انطلاقاً من هذه المنهجية.

وفي العام ۱۹۸۵، تقرّر الإستفادة من “صندوق جريلاك Grelac”، وهو تسمية منسوبة لهبة قدّمتها إمرأة نمساوية لأيتام الحرب اللبنانية، لتوظيفه في مشروع نموذجي يطال الطفل في عائلته، وتمّ الإتفاق حينها على خدمة ما يقارب ۸۰۰ عائلة، عدد منها من خلال المراكز الإجتماعية التابعة للمديرية العامة للشؤون الإجتماعية والعدد الآخر من خلال المؤسّسات غير الحكومية. وبدأ العمل به عملياً عام ۱۹۸٦ تحت إسم “مساعدة الأمهات الأرامل ضمن الأسرة“. 

كانت تجربة رائدة في مجال التحوّل من العمل الإغاثي إلى العمل التنموي. وتمّت من خلال هذا المشروع وبمثابرة جميع العاملات الإجتماعيات اللواتي عَمِلن فيه، مواكبة الكثير من الأطفال الى أن كَبِروا وأصبحوا في الجامعات.

ووُضِعَت لهذه الخطة أُطر تنظيمية وإدارية وفنية حافظت على المرونة وحرية الحركة في الممارسة وفي إتخاذ القرارات من قبل العمّال الإجتماعيين، والتي كان لها الوقع الإيجابي على تطوّر العمل وتأقلمه مع الواقع كما قال أغلبهم.

وكانت أبعاد هذا البرنامج النموذجي تطال مستويات متعدّدة بدءاً من الدعم المادي والخدمات الأساسية للعائلة: كالصحة والتعليم وصولاً إلى برامج التأهيل المهني للأمهات ومساندتهن في الإدارة الأسرية والتخطيط للمستقبل وتمكينهن بهدف التوصل إلى إستقلاليتهن، وإعادة إنخراط العائلة في المجتمع، وإستعادة مكانتها بين الأهل والأقارب والأصحاب. وكان متوسط عدد السنوات لتمكين العائلة من الإتكال على نفسها لا يقل عن ۵ إلى ٦ سنوات.

وفي العام ۲۰۱۵، تأقلمت جمعية SEF مع الواقع اللبناني، حيث لم تعد مشكلة الأيتام مطروحة كما في السابق، فتحوّلت إلى إشكالية العنف الأسري، وأصبحت مركزاً لمساعدة وإيواء النساء المعنفات وأولادهن. وما زالت السيدة زينة ماضي والآنسة مرسيل ضو، تعملان بنفس القواعد والأسس المهنية حتى اليوم.

ولا بدّ من التوقف عند أهمية الدور الذي قامت به هذه العاملات الإجتماعيات في بلورة الرؤية النموذجية لهذا المشروع منذ بداياته وفي متابعته وتطويره حتى أيامنا هذه.